مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
لا شك أن الترجمة الأدبية لا تقتصر على نقل المفردات و الجمل من لغة إلى أخرى بل تتعداها إلى نقل المعاني المضمرة والعناصر غير اللغوية كالمؤشرات الثقافية والمدلولات الاجتماعية، إذ يتطلب النص الأدبي الغوص في أفكار مؤلفه و فنيات أسلوبه وأهداف كتابته لفهم مغزى رسالته وتذوق جمالية تعبيره، و هو ما يعد أيضا تحديا كبيرا للمترجم لأنه عليه أن ينقله بكافة شحناته العاطفية و سياقاته الفكرية و إحالاته الثقافية. سنقوم في هذه الورقة بتسليط الضوء على كيفية ترجمة المؤشرات الثقافية للنص الأدبي بطرح الإشكالية التالية: ما هي الاستراتيجيات والأساليب التي يعتمدها المترجم لنقل النص الأدبي بأبعاده اللغوية والثقافية؟ وسنبحث كذلك فيما إذا كان يفترض أن يكون المترجم متمرسا للأدب ليخوض في مجال الترجمة الأدبية أم أن البحث التوثيقي كاف لاستيعاب النص الأصل وتفادي أخطاء الترجمة، تبدو المسألة شائكة غير أننا سنعمل على كشف ملابساتها من خلال تحليل عملية نقل رواية مولود فرعون الموسومة ﺑ "Le fils du pauvre" إلى العربية بنماذج ترجمية عدة لمترجمين من دول المشرق و المغرب العربيين.